]لنفرض ان الصفتين الايجابيتين اللتين تريدين غرسهما في ابنتك (او ابنك) هما المشاركة وحب الخير للغير
الخطوة الأولى: ابحثي عن أمثلة.. او أدلة حقيقية (ولو بسيطة) لهذه الصفة في واقع ابنك
سيناريو: تطوعت ابنتي الصغيرة بإعطاء نصف حبة الشوكولا الخاصة بها الى الاكبر منها (دون ان يطلب منها احد ذلك). فهذا الموقف هو دليل حقيقي قامت به ابنتي لخصلتي المشاركة وحب الخير للغير.
الخطوة الثانية: صفي ابنك بهذه الصفة صراحة وامدحيه.
سيناريو
بعد أن رأيتُ ابنتي فعلت ذلك دون طلب منها، تحدثت معها لاحقا في ذلك اليوم وانا سعيدة وقلتُ لها: لقد رأيتك وانتِ تعطين اختك الكبرى نصف قطعة الحلوى الخاصة بك، وهذا يعني أنك فتاة مشارِكة تحبين الخير لغيرك.
الخطوة الثالثة: اخبريه في نهاية كلامك بانك تقدرين ما فعلته تمام التقدير
سيناريو تابعتُ جملتي لابنتي: وانا اعتبر ان ما فعلتِه رائعا واقدره منكِ كثيرا.
وهكذا تمت الخطوات الثلاثة بنجاح
لكِ ان تتخيلي بعد ذلك شعور ابنك (او ابنتك) عندما تتصيدين منهم الأفعال الايجابية، لتؤكدي عليها باستمرار بهذه الخطوات الثلاثة البسيطة .
[
مشكلتنا أننا دائما نتصيد الأخطاء ، ونبحث عن العثرات، وحينما نجدها نهب مرة واحدة لننتقد أبناءنا ]“بحسن نية
ولكن اذا ما رأيناهم يؤدون امرا صحيحا او إيجابيا ولو لمرة واحدة.. فاننا نبتسم في دواخلنا بصمت معتقدين ان أخيرا جهودنا فيالانتقاد اثمرت، ونغض الطرف ونمضي دون اي تعليق!!!!
جربي ان تتصيدي ايجابيات ابنائك Catch in Good ومن ثم تقومي بالخطوات الثلاثة أعلاه معهم، وحتى لو وصلكِ كلام من المعلمين، أو من زوجك، او من أهلك ان طفلك فعل هذا الأمر الايجابي مرة، فلا تضيعي الفرصة ابدا لتغرسي هذه الصفة الرائعة فيه الى الابد!
هناك ايضا ٣ طرق لتمرير الرسائل الايجابيةلابنائك، وهي رائعة وفعالة بالاضافة للخطوات الثلاثة السابقة:
١. الحوار المباشر بينك وبين ابنك فقط
وأفضل توقيت لهذا الحوار هو قبل النوم مباشرة، حيث يكون العقل الواعي في أضعف قدراته، والعقل الباطن في أقوى مستوياته، فتظل كلماتك تدور وتتردد في عقل ابنك فيستيقظ عليها بنشاط وحماس باليوم التالي.
كم من الأمهات من تستغل هذا التوقيت الثمين كل يوم للتحدث مع ابنائها قبل نومهم وطبع قبلة
ذكر المدرب د. علاء صاحب محاضرة “اسرار الأسر السعيدة” في مؤتمر “مع عائلتي من جديد” انه حدث قبل سنوات تصادم كبير مع ابنه ذي السبعة اعوام، وكان المدرب نظرا لانشغالاته وعمله المتواصل يغيب أكثر الوقت عن ابنائه، فقال له ابنه مرة بغضب ويأس شديدين: انا اكره عملكيا أبي! ليستفيق الاب على حقيقة مرّة وهي أنه ابنه في الحقيقة يكرهه هووليس عمله!
]ومن تلك اللحظة اتبع المدرب كل الوسائل الفعالة لإعادة التواصل والحب مع ابنه مرة اخرى، وكان من احداها أنه عندما يخلد في اذنه بكل ما يجيش في صدره من حب وتقدير لابنه (العقل الواعي لا يستمع، ولكن العقل الباطن يستمع). وبعد عدة اسابيع على هذا المنوال انقلبت حياته مع ابنه ليتعلق به ويحبه بشدة، ويستيقظ كل صباح وابنه يقفز على سرير والديه فرحا وحبورا (اعان الله والديه )
[size=24]
٢. تحدثي في غير وجوده، بحيث يسمعك
وهي طريقة رائعة ايضا، لإيصال الرسائل بشكل عفوي واكثر قابلية للتصديق من قبل ابنك. فلربما حديثك المباشر معه يجعله يظن أنك تحاولين محاولات “يائسة” لإصلاح الوضع وأنه لا يملك تلك الصفات إطلاقا
ولكن
عندما تتحدثين ]عنه حول تحمله المسؤولية على الهاتف، أو مع والده، أو مع أمك.. وأنتِ متأكدة أنه بالجوار وكلامك يصل الى مسامعه، فان ابنك سيصدق تماما ما قلته عنه، وسيتصرف على انه يتحمل المسؤولية ببساطة.
[center]واذكر هنا موقفا حدث لي شخصيا، قبل أعوام طويلة، عندما تقدم زوجي لخطبتي، وكنتُ من خلف الباب استمع لما يدور من حديث “الكبار” حول الشروط والمهر الخ، وهنا قالت أمي كلمة وهي توجه كلامها لزوجي: اعلم ان الغربة صعبة، ولكن ما اعلمه يقينا ان ابنتي صبورة وتتحمل.
وبالطبع كانت هذه المرة الأولى التي اكتشف أن لدي هاتين الصفتين أصلا، وبقي كلامها عالقا في ذهني، وتصرفتُ على اساسهما طوال سنوات زواجي وغربتي، حتى اليوم!
الكلمات.. الكلمات.. الكلمات.. كم منها ما يبني جيلا كاملا .. أو يهدمه٣. اكتبي في ورقة وضعيها في مكان يراه فيما بعد
اكتبي رسالة حب وشكر تذكرين فيها الصفات التي تحبينها في ابنك. واجمل توقيت هو بعد استيقاظه من النوم، ليجد ورقة على مرآة حجرته، أو في الحمام، أو داخل حقيبة المدرسة تتحدثين فيها عن موقف صار بالامس، كان فيه صادقا او امينا معك. وانكِ تقدرين ما فعله وتشكرينه عليه.
واذكر هنا قصة إحدى الامهات في كتاب “شوربة دجاج لحياة الامهات“، حيث كانت تكتب في وريقات صغيرة بضع كلمات تعبر عن حبها وتقديرها لابنائها، وتضعها خلسة في حقيبة الطعام المدرسية الخاصة بهم، ويتشوق الأطفال كل يوم لقراءة هذه الرسائل وهم يتناولون طعامهم في مدرستهم بحيث تعطيهم دفعة وشحنة إيجابية لبقية يومهم، وبقيت تلك العادة معهم حتى كبروا ]لينقلوها الى ابنائهم!
والان قد تهرشين رأسك وتعتقدين ان الأمر أصعب مما تصورته .
فما الذي يجبرك على كل هذا.. تتبع إيجابيات وحوارات ودعم ومتابعة تشجيع يستهلك كل طاقتك المستهلكة أصلا؟ يكفي العقاب، وتتحسن الأمور على الفور
اقول لك نعم، للعقاب أصوله وثماره وهو ما سنتحدث عنه في المرة القادمة، ولكن عليكِ أولا أن تغرسي الإيجابيات في ابنائك.
عليكِ أن تكسري هذه الحلقةالمتوارثةفي الإنتقاد والسلبية والتي تدمر شخصيات ابنائنا، وتخرج لنا أجيالا معقدة مهزوزة، لا تفلح في دراسة ولا زواج ولا تربية.
نريد ان نبني أجيالنا صح.. نريد أن نصنع أمة صح.
وتأكدي تماما.. اننا كآباء وامهات.. اذا ما أعطينا مسألة غرس المعتقدات ما تقتضيه من وقت وجهد. بالتركيز على أي صفة ايجابية ولو واحدة في كل مرة. فالنتيجة المؤكدة هي أن أبناءنا سوف يبدءون في التصرف على اساس هذه الصفة
كانت هذه الجزئية الاولى من التربية الذكية.
في المرة القادمة سنتحدث عن كيفية تحديد السلوكيات السلبية والتخلص منها للابد في ٤ خطوات عملية.
انتظروا البقية
دعاء أحببته : اللهم يا من جعلت عيسى بلا أب و جعلت سليمان يكلم من يأكل الحَب و نصرت موسى على من قال أنه الرب و أحببت محمد حب ليس بعده حب و حميت مريم من القذف و السب ... و أخرجت يونس من الظلمات و يوسف من الجُب و جعلت الشجر و الحجر يسبحونك بلا روح و لا قلب ربي أنت القريب و الصاحب أنت المجيب و السامع حقق لي نجاحا فإني بحاجة إليه ... ربي عوضني عن تلك الأفراح الواهية بأفراح تبقى في القلب أبـــــدا ربي امنحني فرحا كبيرا يسعدني و يسعد من أحببت ربي... و أسألك حاجة في داخل القلب و أنت أعلم بها فحققها يـــــــــــا رب .