الدعوة إلى الله

ماذا تحتسب فى الدعوة إلى الله؟




الحمد لله رب العالمين المتفضل على خلقه بالجود والإحسان العليم بما يخفيه القلب ويظهره اللسان والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.....وبعد




إن الدعوة إلى الله من أجل القربات وأوجب الواجبات وبُعث بها الأنبياء وبها قام المجددون وبها صلُح أمر الدنيا والدين.




يقول الشيخ السعدى رحمه الله


"وإن كانت الدعوة إلى الله وإلى شهادة أن لا إله الا الله فرضاً على كل أحد ,كان الواجب على كل أحد بحسب مقدوره,فعلى العالم من بيان ذلك والدعوة والإرشاد والهداية أعظم مما على غيره ممن ليس بعالم ,وعلى القادر ببدنه ويده أوماله أو جاهه وقوله أعظم مما على من ليست له تلك القدوة قال تعالى(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) التغابن (16) ...ورحم الله من أعان على الدين ,ولو بشطر كلمته,وإنما الهلاك فى ترك ما يقدر عليه العبد من الدعوة إلى هذا الدين"




فعندما تكون دليل خير للآخرين فمن المؤكد أن هذا العمل سيدخل السرور إلى قلبك وستشعر خلال قيامك به بانشراح كبير فى صدرك فدليل الخير وقته عامر وزاخر وقلبه سعيد لأنه يشعر بأنه يعمل كجند من جنود الله سبحانه وتعالى.




فعندما تكون داعية إلى الله هذا يعنى أنك ستجد جل من الأعمال التى ستحتسب ثوابها


فاحتسب منها وأنت تدعو الى الله :








1- أجر الدلالة على الخير


عن أبى مسعود الأنصارى قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:


(من دل على خير فله مثل أجر فاعله)


رواه مسلم


فالأشخاص الذين استفادوا من دعوتك لهم سيأتيك بإذن الله مثل أجور أعمالهم التى كان لك الفضل بعد الله جل وعلا فى دلالتهم عليها.




2- أجر الدعوة إلى الهدى:


عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


(من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً)


رواه مسلم




3- صلاة الله وملائكته على الداعى إلى الخير:


قال صلى الله عليه وسلم (إن الله وملائكته وأهل السماوات والأرض حتى النملة فى جحرها وحتى الحوت فى البحر ليصلون على معلم الناس الخير)


حسن صحيح رواه الترمذى






صلاة الله على العبد :تعنى ثناؤه عليه فى الملأ الأعلى


صلاة الملائكة :تعنى الدعاء له.




4- ثواب الكلمة الطيبة


قال صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقى لها بالاً يرفعه الله بها درجات......)


رواه البخارى


والكلمة الطيبة التى ترفع بها الدرجات هى التى يدفع بها عن مسلم مظلمة أو يفرج عنه كربة أو ينصر بها مظلوم وهى التى تدفع الكرب عن المسلمين بدعوتهم إلى إقامة الشرع وإلى كل ما يحقق المصالح الأخروية والدنيوية.




5-أجر هداية الناس:


عن سهل بن سعيد رضى الله عنه9 أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:


(...فوالله لأن يهدى الله بك رجلا واحداً خير لك من حمر النعم)


رواه البخارى




6- بركة دعاء النبى صلى الله عليه وسلم عندما قال:


(نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه....)


حسن صحيح رواه الترمذى






7- ثواب امتثال أمر النبى صلى الله عليه وسلم:


حيث قال (بلغوا عنى ولوآية)


رواه البخارى


يقول ابن لقيم رحمه الله:


(لقد أمر النبى صلى الله عليه وسلم بالتبليغ عنه ولو بآية ودعا لمن بلغ عنه ولو حديثا


,وتبليغ سنته إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى صدور الأعداء لأن تبليغ السهام يفعله الكثير من الناس , أما تبليغ سنة الله تعالى فلا يقوم بها إلا ورثة الأنبياء وخلفاؤهم فى أممهم)






8- طاعة الله عز وجل لأنه أمرنا بالدعوة إلى الدين:


قال تعالى(ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ...)النحل 125




9- لكى نعذر أمام الله يوم القيامة:


قال تعالى(وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ)


الأعراف (164)




يقول الشيخ السعدى فى تفسير هذه الآية:


مقال الواعظون نعظهم وننهاهم لكى نعذر فيهم أمام الله عز وجل وربما يفيد فيهم الوعظ ويؤثر فيهم اللوم.




يقول ابن كثير


(مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ)أى فيها أخد عليكم من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.




10-احتسب نصرة الإسلام وأهله ونصرة المصلحين فى كل مكان لأن الهدف واحد:


قال تعالى(وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).الحج (40)




11-ثواب قضاء حاجة المسلمين وتفريج الكربة عنهم وذلك بتعليمهم أمور دينهم ورفع الجهل عنهم:




قال صلى الله عليه وسلم "....من كان فى حاجة أخيه كان الله فى حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة..."


رواه البخارى






وهل هناك أفضل من قضاء حاجة مسلم بتعليمه أمر دينه؟ وهل هناك أعظم من كشف كربة الجهل عن المسلمين؟




12-ثواب مواجهة الفساد والتصدى له والصبر على الأذى فيه وما يتبع ذلك من جهد ذهنى ونفسى وبدنى:




قال صلى الله عليه وسلم (....النصر مع الصبر ، و الفرج مع الكرب ، و إن مع العسر يسرا ، و إن مع العسر يسرا)


رواه أحمد والترمذى,


السلسلة الصحيحة للألبانى(2382)






أهل الباطل يبذلون جهودهم وأهدافهم دنيه,فجهود أهل الكفر لا تتوقف بل جهود أهل البدعة لا تكل ولا تمل, فأين جهود أهل الحق.


ولنعلم أنه إذا سكت أهل الحق أقبل الناس على الباطل فبلا شك أن انتشار الباطل سببه ترك تعليم الحق وبيانه.




13-ابتغاء أن يعطيك الله علم مالا تعلمه


لأن طبيعة العمل الدعوى تستلزم الاستزاده من العلم الشرعى والمطالعة المكثفة للكتب والاستزادة من البحث والمذاكرة وبهذا يزيد علمك ويتسع وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.




14-زكاة للعلم الشرعى الذى تحمله وحفظاً له من النسيان


لأن بذل العلم يعين على ثباته بإذن الله.




15-احتسب قضاء الأوقات بعبادة عظيمة


وهى الدعوة إلى الله وهذا يعينك بإذن الله على الإجابة الطيبة عندما تسأل يزم القيامة عن عمرك فيما أفنيته؟وعن جسمك فيما أبليته؟ وعن مالك فيما أنفقته؟




16-احتسب جميع حركات جوارحك


التى تخدم بها العوة إلى الله (عينيك..أذنيك..لسانك..يديك..قدميك)


واحتسب أن تسخير عقلك وجوارحك لخدمة دينك من باب شكر الله على تلك النعم.




17-احتسب أن تكون قدوة للآخرين


فى المسارعة للعمل الدعوى فإن من كل من يحيط بك يتأثر شيئاً بنشاطك الدعوى ويحاول السير على نهجك ويبقى لك فضل الدلالة على الخير بالقدوة العملية.




18-نحن بحاجة يومية لانشراح الصدر والرضا عن النفس


ولا شك أن بذل الجهد والوقت والمال فى الدعوة إلى الله سيحقق لنا ذلك الإحساس لأن النفس تسعد والصدر ينشرح إذا شعر المرء بأنه ينفع المسلمين ويفعل شيئاً.




19 ابتغاء أن تحصل لك التزكية من الله تعالى


قال تعالى(وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت (33)


والنفس يعجبها الثناء, فكيف إذا أتاك الثناء من رب العالمين.




وأسأل الله لى ولكم ولجميع المسلمين التوفيق لما فيه الخير وأن يجعلنا أدلة للخير


و يجمع قلوبنا على طاعته وأن يرزقنا الإخلاص فى القول والعمل


إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين


وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



منقول للأمانة