السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
تخيل أخي الحبيب أنه بعد قليل سيدخل عليك النبي (ص)...ماذا ستفعل؟ وهو خير من مشى على الأرض، وهو شفيعك يوم لا تنفعك أمك... خير بني آدم وأكثرهم حبا لك...حبيب الرحمان (ص) داخل عليك ويزورك في بيتك...فكر الآن....
ماذا ستفعل...؟
هل ستجري مباشرة نحو الباب...والدمعة الحارة تقابل الابتسامة قائلا:"رسول الله في بيتي؟اشتقت إليك"وترد عليه السلام بعدما أقراه عليك عليه السلام أم أنك لم تتعود على رده أصلا؟؟؟
وهل الوقت مسعف لتجري بسرعة فتخفي أشرطة الأغاني وتضع بدلا منها أشرطة قرآن أو دروس أو محضرات علمية مفيدة
وماذا تتابع على التلفاز...؟
هل ستجرأ وتشغله بكل ثقة فتجد ترتيب القنوات المفيدة واحدة تلو الأخرى ولا مكان للقنوات التافهة بينها أم انك ستتراجع عن تشغيل التلفاز أصلا لأنك لاتملك ما تقول له البرامج التي تهمك؟
كيف حال غرفتك...؟
وجاء دور غرفتك،كيف حالها ماذا تعلق على جدرانها أو هل سيجد سجادة الصلاة مفروشة بجانبها رافعة عليها مصحف لأنك لا تنسى وردك اليومي من القرآن أبدا، أم أنه سيجدها وكأنها تعرضت للقصف؟؟؟
ماذا سيجد فوق مكتبك - أخي العزيز- كتب مفيدة تنمي ثقافتك وتزيد من وعيك أم كتب (إن كان لك)لا تسمن ولا تغني من جوع أو جريدة عديمة الفائدة لا تزيدك إلا انحطاطا أو صور ورسائل بين الطيات مخبأة في أسفل السافلين
ماهو حال صلاتك...؟
...أذن الظهر، اليوم ليس ككل الأيام رسول الله هو من سيصلي بك،فكيف سيكون خشوعك هل ستدوم السجدة والركعة والقيام ثانية واحدة أم الأمر سيطول هذه المرة...
رأيك حول واجباتك الالاهية،هل ستصرين عليه...؟؟؟
وأنت -أختي الحبيبة- ياحفيدة خديجة وعائشة كيف ستقابلين حبيبك المصطفى هل سيجدك في احتشامك وحيائك أم أنه يجوز ذلك كما تعودت القول بذلك أمام الأهل والأقارب هل سيصير ابن عمك أخاك لأنكما تربيتما معا أو أنكما إخوة من الرضاعة لأن أمه أرضعت أختك في إحدى المرات...؟هل سيجد فيك ما يدله على أنك من أمته أم أنه سيحسب نفسه ضل السبيل إلى أحد بيوت الغرب...؟
والديك...
كيف ستعاملهما أمامه، هل ستخرج كلمات الاحترام من شفتيك سلسة عذبة لان ذلك ما تعودت عليه، أم أن الكلمات ستخونك لأنك لم تجربها من قبل...؟
هل ستصارحه بأفكارك وهمومك...؟؟؟
...رسول الله يطلب منك أن تجلس وتحدثه عن الأحوال هل ستذكر له قضية فلسطين وكم تؤرقك وعن الأفكار التي تقترحها لتحرير مسراه (ص)، أم أن الخبر الذي سمعته حديثا عن اللاعب الذي سيترك الفريق الفلاني وينضم إلى آخر أهم...؟هل ستناقش معه أسباب انحدار امة الإسلام ومعاناة وضرورة النهوض بهذه الأمة من جديد،أم عن أخر صيحة السيارات التي صرت تراها في المنام من ولعك بها،أم عن فلانة التي خانتك وخدعتك وجعلت ليلك نهارا وجرحت قلبك حينما وافقت على غيرك...
هل تؤمنين حقا بصحة أفكارك...؟
وماذا ستقولين، هل ستقولين بفرحة:لو ترى يارسول الله بوادر النهضة في زماننا...والفن لقد بدا يتحسن وأصبح المنشدون وقارئو القرآن كثر،أم ستستحين من ذكر كلمة فن أصلا لان الفن الذي تعرفينه أنت هو {الفن الحديث المتفتح}؟؟؟
تخيل أخي وتخيلي أختي هذا الموقف ولو للحظة...
بماذا ستشعر؟ هل ستشعر بالندم على ما فات وتشعر بأنك غير مستعد لزيارة مماثلة من النبي(ص) فما بالك أخي الحبيب قد نسيت أن الله سبحانه وتعالى مطلع عليك ليل نهار،لا يغفل ولا ينام،مستعد لتوبة كل عاصي،وينادي ليلا ونهارا كل غافل وناسي؟ بابه مفتوح في أي وقت قررت الدخول إليه،بل هو الذي ينادينا في الثلث الأخير من كل ليلة:هل من تائب فأتوب عليه
هل من مستغفر فاغفر له؟...هل من سائل فأعطيه؟؟؟
فما أقسى قلوبنا، وما أجفى أفئدتنا نحن نجري وراء الدنيا التي تهرب منا...ونعرض عن الله الذي بيده الدنيا والآخرة، يفتح لنا أبوابه ويدعونا إلى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فلنسرع ونبادر بالتوبة قبل فوات الأوان فــــــــ:
* قبورنا تبنى ونحن ما تبنا* * باليتنا تبنا من قبل أن تبنى*