ابني خطُف مقال للدكتور ياسر نصر

ابني خُطف
مقال للدكتور ياسر نصر

العنوان غريب لكنه واقعي جدا، وهي حادثة واقعية مرت بها أسرة من الأسر، وأرجو من القارئ العزيز أن يركز معي جيدا في تلك المشكلة، وهي قصة أم بدأت تقلق على رجوع ابنها.. الابن قال لها سأرجع من عند صديقي الساعة التاسعة.. ومحمد هذا كان يسكن في العمارة المجاورة لهم.. ولما جاءت الساعة التاسعة انتظرت الأم حتى العاشرة والنصف، فقالت الأم: أكلم محمدا عبر الهاتف، ورفعت السماعة فقال لها محمد: لقد نزل من ساعة ونصف.. وبدأت الأم تتصل بالبقال الذي يمر به ابنها كل يوم وهو داخل للمنزل وسألته عن ابنها فقال لها: لم يمر اليوم، ثم اتصلت بزوجها وقالت له: ابننا لم يرجع للمنزل حتى الآن، فأتى الأب مسرعا وذهب لزميل ابنه ليستفسر عما حدث فقال له: لقد رحل من عندي الساعة التاسعة.. سبحان الله الولد اختفى.. فخرج الأب يبحث عن ابنه في الشوارع المحيطة بهم وعند أصحاب الابن.. الولد لم يتأخر من قبل وكان سن الولد حوالي 12 أو 13 سنة، كان في الصف الأول الإعدادي.. والساعة أصبحت الواحدة.. ثم أتت رسالة عبر هاتف الأب الخلوي من رقم هاتف الولد فيها "ابنك اتخطف ولن نتركه إلا بمقابل مادي قدره كذا.. "، طبعًا الأب عندما قرأ الرسالة بدأ يقلق ويضطرب وخاف على ابنه، ثم حاول الاتصال بهاتف ابنه، لكنه كان مغلقًا، فاتصل بالشرطة وحضرت الشرطة للبيت واشتد الأمر تمامًا.. وبعد وقت بُعثت له رسالة أخرى من هاتف الولد فيها "سلمنا المال الساعة الثالثة"، ثم فجأة أثناء كل هذا القلق ووجود الشرطة والجيران يظهر الابن الساعة الرابعة ليقول لأبيه أنا الذي فعلت كل ذلك ولم أكن أتصور أن الأمور ستتطور إلى هذا الحد.. أنا لم أخطف وإنما أردت أن أعرف ماذا ستفعلون لو حدث ذلك، لكنني لم أتوقع أنك ستبلغ الشرطة.

وبالرجوع للتفاصيل هو ولد متفوق في دراسته، نتيجته دائمًا فوق 90%.. ليس على الولد أي أمارات لإساءة الأدب لوالده أو والدته.. لكن الحدث في حد ذاته حدث إجرامي.. حدث جعل الأسرة كلها تهتز والأمور تتطور لدرجة استدعاء الأمن.. الأب طبعًا ضرب الولد ضربًا شديدًا والأم اتصلت تقول لي كيف أتصرف؟!

وأنا أطرح سؤالاً على الآباء: لماذا تصرف الولد هكذا؟ هل المشكلة في الولد أم في الأب والأم؟

إن الدافع الحقيقي الذي دفع هذا الولد أن يلفت انتباه الأسرة بهذا الشكل المغالى فيه هو أن هذا الولد أراد أن يعرف قيمته الحقيقية عند أبيه وأمه.. وبعد جلوسي مع الأب والأم والولد وجدت أن هذا الولد مظلوم.. لقد كان يحقَّر من قدره كثيرًا.. كان ترتيبه في الفصل الثالث فيقال له لماذا لست الأول؟ كان يحصل على 90% فيقال له ولماذا ضيعت 10%.. كان دائما يُملى عليه كل شيء، افعل كذا ولا تفعل كذا.. اذهب يمينًا، اذهب يسارًا، ولو أخطأ الولد ولو لمرة تكون الكارثة ويكون العقاب شديدًا.

لقد شعر هذا الولد بالمهانة بالرغم من تفوقه، وهذا الإحساس يدفع في كثير من الأحيان لقدر من الانحراف السلوكي.

للأسف فإن المشكلة تكمن داخل الأسرة دائما.. الإحساس بالمهانة عند الأولاد في بعض الأحيان يدفعهم إلى قدر من التصرفات الشديدة والمنحرفة.. لابد أن نوسّع مداركنا لنصل لمعرفة أين تكمن المشكلة.

إلى اللقاء..

كلام مظبوط جدا وبالذات الشعب المصرى بيعمل كدا وهو حاسس ان دا هيحفز الابن على الاجتهاد اكثر
وهم لا يدركون ان هذا الاسلوب لا يتماشى مع كل الابناء وكتير بيضيع بسبب هذه التصرفات من الاباء والامهات
ربنا يهدى الجميع

جزاكى ربى الجنة

» ابنتي المزورة مقال للدكتور ياسر نصر
» بابا ... انا حامل!! مقال للدكتور ياسر نصر
» فأين التربية ..؟؟ للدكتور ياسر نصر
» مشكلة العناد عند الاطفال للدكتور ياسر نصر
» اسس بناء شخصية المراهق للدكتور ياسر نصر