تنديد فلسطيني واسع بحرق مسجد في الضفة الغربية على أيدي اليهود

تقرير اخباري: تنديد فلسطيني واسع بحرق مسجد في الضفة الغربية على أيدي مستوطنين يهود

رام الله 4 أكتوبر 2010 (شينخوا)

قوبل اضرام مستوطنين اسرائيليين اليوم (الاثنين) النار بمسجد في بيت لحم في الضفة الغربية بتنديد فلسطيني واسع ، وسط تحذيرات من أن تؤدي أعمال مماثلة إلى اندلاع "حرب دينية".

واعتبرت الرئاسة الفلسطينية ، في بيان صحفي مقتضب بثته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا)، أن "الاعتداء على المساجد ومن ضمنها مسجد (الأنبياء) في بلدة بيت فجار في بيت لحم ، يندرج في إطار انتهاك حرية العبادة وحرمة المقدسات".

من جهته ، حذر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في السلطة الفلسطينية محمود الهباش ، من تحول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى "حرب دينية" على خلفية "اعتداءات" المستوطنين على المقدسات الإسلامية.

وقال الهباش في تصريحات لإذاعة (صوت فلسطين)، إن الفلسطينيين لا ينطلقون من صراعهم مع إسرائيل من "منطلق ديني" بل من اعتبارات سياسية للخلاص من الاحتلال الإسرائيلي لأرضهم.

إلا أن الهباش اعتبر أن استمرار اعتداءات المستوطنين على الدين الإسلامي والمقدسات الفلسطينية "ستكون له توابع وعواقب خطيرة لأنه سيعني حربا دينية وهي حرب ضروس لن تقتصر فقط على الفلسطينيين إنما ستشمل كل المنطقة". وفي السياق ، قال المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين للصحفيين خلال تفقده مسجد (الأنبياء) ، إن هذا المسجد "ليس الأول الذي يتم إحراقه من قبل المستوطنين، كما أن السلطات الإسرائيلية تهدد بهدم مسجد في قرية بورين قرب نابلس"، معتبرا أن هذه الممارسات "ليست عبثية بل تجري بتخطيط".

وناشد حسين القمة العربية الطارئة التي ستعقد في مدينة سرت الليبية الأسبوع المقبل والدول الإسلامية والهيئات والمنظمات الرسمية والشعبية الدولية والمحلية، القيام بواجبها لوقف "الاعتداءات" وحماية الشعب الفلسطيني ومقدساته من قبل المستوطنين. بدورها ، اعتبرت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي ، أن "الجرائم المتتالية بحق المساجد من المستوطنين المدعومين من الحكومة الإسرائيلية اليمينية تهدف إلى اشعال المنطقة برمتها".

ورأى القواسمي في بيان صحفي، أن " هناك مخططا واضحا وممنهجا لدى الحكومة الإسرائيلية يهدف إلى استدراج الفلسطينيين لانتفاضة جديدة بهدف التهرب من أي استحقاق سياسي". وحث المتحدث المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان على وضع حد لما وصفها " بالعنجهية الإسرائيلية ولقطعان المستوطنين والتوقف عن استهتارها بالقانون الدولي والامتثال للإرادة الدولية التي طالبتها بالوقف التام عن الاستيطان". من جهتها ، اعتبر المتحدث باسم حركة المقاومة الاسلامية (حماس) فوزي برهوم في بيان صحفي، أن هذه الحادثة "تأتي ثمرة مباشرة للقاءات قيادات السلطة الفلسطينية برئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي اشكنازي في بيت لحم أمس".

وقال برهوم ، ان الحادثة جاءت لتؤكد " أن مفاوضات السلطة مع الاحتلال لم تتوقف بل تأخذ أشكالا متعددة ، وهذا أخطر ما يكون على حالة التوافق الوطني الفلسطيني الرافض بمجمله لأي مفاوضات أو لقاءات مع العدو".

من جهته ، وصف الشيخ يوسف جمعة سلامة خطيب المسجد الأقصى ونائب رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، حرق مسجد بيت لحم بـ"الجريمة النكراء".

وقال سلامة في بيان صحفي، إن هذه الإجراءات الإسرائيلية تتنافى مع الشرائع السماوية والقوانين الدولية الكفيلة بحرية العبادة التي تنص على ضرورة المحافظة على الأماكن المقدسة وعدم المساس بها".

وكان مستوطنون إسرائيليون أحرقوا اليوم مسجد (الأنبياء) في بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم.

وقالت مصادر فلسطينية، إن النيران طالت أجزاء من سجاد المسجد، وعددا من المصاحف فيه، مشيرة إلى أن المستوطنين كتبوا على جدران المسجد بعد عملية الحرق عبارات عنصرية باللغة العبرية.

وقال مصدر في نيابة بيت لحم، إنها فتحت تحقيقا في الحادثة إلا أن كافة الأدلة تؤكد أن الجناة هم من المستوطنين خاصة العبارات العنصرية التي كتبت بلغة عبرية على جدران المسجد.

وفي المقابل ، قالت الاذاعة الإسرائيلية، إن الإدارة المدنية الإسرائيلية في الضفة الغربية فتحت تحقيقا في الأمر بالاشتراك مع السلطة الفلسطينية.

وتأتي هذه الحادثة بعد إعلان السلطة الفلسطينية السبت الماضي أن "لا مفاوضات مباشرة للسلام مع إسرائيل في ظل تواصل البناء الاستيطاني". وكان الفلسطينيون والإسرائيليون أجروا ثلاث جولات من المفاوضات المباشرة التي انطلقت في الثاني من الشهر الماضي برعاية أمريكية في كل من واشنطن، ومنتجع شرم الشيخ المصري، والقدس من دون إعلان أي من الجانبين عن تقدم أو حل لقضايا الخلاف القائمة بينهما وخاصة موضوع الاستيطان.

حسبنا الله ونعم الوكيل ...


اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان