سجدة قلب مراقب عام
علم الدوله : أوسمتى : الجنس : كيف عرفت المنتدى : من البحث احترام قوانين المنتدى : عدد المساهمات : 3966 نقاطى : 12602 عدد مرات الشكر : 17 دعائى : مزاجى : شيخك المفضل : محمد حسان تاريخ ميلادى : 09/04/1993 تاريخ التسجيل : 23/10/2009 عمرى : 31 بلدى : مصرررررررر العمل/الترفيه : طالبة .. فى ملك الله
| موضوع: امش يا عوا السبت فبراير 05, 2011 11:34 pm | |
| امش يا عوا
د. أكرم حجازي
في أوج احتجاجات ما سمي بـ « جمعة الرحيل – 4/2/2011» خرج محمد سليم العوا، الذي سبق وأنكر بضراوة إسلام السيدة كاميليا شحاته المختطفة من قبل الكنيسة الأرثوذكسية في مصر، ببيان عن مبادرة من مجموعة أطلقت على نفسها لقب « لجنة الحكماء»، تقترح أن يستمر الاعتصام بميدان التحرير يوميا على أن تخصص أيام الأحد والثلاثاء والجمعة للمسيرات المليونية في المدن المصري. أما الرد من المصريين في كافة المدن على الاقتراح فكان عبارة غاضبة: « مش حنمشي .. هو يمشي». واعتبر المعتصمون البيان والعوا تحديدا « خونة» للثورة.
فقد صب المحتجون جام غضبهم وسخطهم على اللجنة بأفرادها وعلى بيانها. فمن جهة اعتبروا محاولاتها سرقة لثمار الثورة ممن تسلقوا على ظهور الضحايا والمعاناة، ولم يخططوا لها، ولم يكن لهم شأن بانطلاقتها أو قيادتها بقدر ما لحقوا بها متأخرين. فبأي حق إذن يتحدثون باسم الثورة؟ ومن جهة ثانية رأوا في مقترحاتها دعوة مبطنة للناس كي يعودوا إلى بيوتهم بحجة تفقد مصالحهم .. وهي دعوة مشبوهة لا معنى لها إلا تشتيت الشارع وكشف ظهر المعتصمين أمنيا تمهيدا للانقضاض عليهم. لذا فاللجنة وبيانها تمارس في الواقع « خيانة» ظاهرة. ولأن ما يجري ليس إلا لحظة تمحيص تتمايز فيها الصفوف فقد كشفت اللجنة، بالنسبة للمحتجين، حقيقتها، وأسقطت نفسها بنفسها.
الظاهر أن الغالبية الساحقة من عناصر اللجنة ( العوا وطارق البشري وفهمي هويدي وعبد المنعم أبو الفتوح وجورج إسحق ونجيب ساويريس وغيرهم) الذين أصدروا البيان هم في الواقع ليبراليون حتى النخاع ولو تلبسوا بلباس الإسلام، وما فعلوه يتفق مع عقلياتهم وسوابقهم تجاه نوازل الأمة، فضلا عن أن بعض مكونات اللجنة هم من أشد المحاربين للإسلام والمسلمين مثل نجيب ساويريس. هؤلاء لطالما كانوا، وما زالوا، جزء من النظام وأدواته .. يدورون في فلكه تاريخيا، ويشرعون لبقائه وسياساته منذ عقود، وذوو علاقات حميمية وواسعة النطاق معه. وتبعا لذلك فإن ما يخشاه مبارك والغرب يخشاه هؤلاء بالضرورة.
والحقيقة أن اللجنة التي خلعت على نفسها بنفسها لقب « لجنة الحكماء» تضم أطيافا سياسية وليس قوى بعينها. وهذا ما يجعلها فاقدة، فعليا وموضوعيا، لأية صفة تمثيلية أو شرعية، لاسيما وأن أحدا من المتظاهرين والمعتصمين أو حتى من القوى السياسية لم يفوضها للتحدث باسمهم ولا باسم الشعب المصري أو أية فئة من فئاته. فلماذا إذن تصدر هذا البيان؟ ولأية أهداف؟ ولماذا يضغط هؤلاء وأمثالهم دائما على الشعب ولا يضغطون على النظام بقدر ما يبحثون له عن مخارج؟
أما لغة اللجنة؛ فناعمة الملمس خاصة في مصطلحات الخطاب الموجه إلى النظام، الذي تكن فيه اللجنة، لنائب الرئيس عمر سليمان احتراما وتقديرا خاصين، وتروج له، وتصنع له هالة عجيبة، بينما هو يتربع على رأس الشخصيات المكروهة من الشعب المصري باعتباره أحد أقوى ركائز النظام بالنظر إلى كونه رجل مخابرات أولا وبسبب علاقاته الواسعة والعميقة مع الغرب وإسرائيل على وجه الخصوص. فما هو مصدر الاحترام إذن؟ وكيف تثق اللجنة بتعهداته إنْ كانت « حكيمة » كما تصف نفسها؟
الطريف في بيان اللجنة أنه صدر مساءً بحجة أن النظام في « جمعة الرحيل» لم يرحل، وبالتالي لا بد من حل بما أن للناس مصالحها الاقتصادية الحساسة والتي قد تتضرر بشكل كبير! والحل يقضي بأن تتوجه الناس لمصالحها مع استمرار الاعتصام. لكن الحقيقة أن الحديث عن تشكيل « لجنة الحكماء» قد دار أول أمس! وأن خططها أو مقترحاتها سابقة لـ « جمعة الرحيل» مما يعني أن بيانها لا معنى له إلا أن يكون محاولة جديدة، من النظام، لكسب المزيد من الوقت أو احتواء حالة الغضب الشعبي.
والسؤال: إذا كان هناك من يعطل مصالح الناس؛ فمن هو المسؤول عن التعطيل؟ المتظاهرون أم النظام؟ وما شأن مصالح الناس بتحديد أيام للمظاهرات؟ ومن يضمن عودة الناس إلى الشارع إذا ما قيل لهم: عودوا إلى بيوتكم وتفقدوا أحوالكم؟ ومن يضمن أمن الناس إذا كان بيان اللجنة نفسه يطالب النظام بتعهدات لم يفِ بأي منها طوال ثلاثين عاما فضلا عما أبداه من وحشية وفرعنة غير مسبوقة بتاريخ البشر؟ إذا لم يكن ثمة إجابة فمن الحكمة للعوا أن يمش.
5/2/2011
| |
|