سيــــــــــــــــــــــــــــــــد درويــــــــــش
حياته
ولد سيد درويش بمدينة الإسكندرية من أبوين فقيرين فكان لوالديه قرة عين لأنه أول ذكر رزقا به بعد ثلاثة بنات وهن (فريدة – ستوتة- زينب ) وكانت الأولى والثانية متزوجتين عند ميلاده وتزوجت الصغرى وهو فى سن العاشرة.
نشأ سيد درويش بين والديه واخواته كما ينشأ كل طفل مدلل وكان موسيقيا بالفطرة , عندما بلغ الخامسة من عمره اشترى له والده جبة وقفطان وألحقه (بكتاب سيدى أحمد الخباشى)، وتوفى والده ولم يكن سنه قد بلغت السابعة فنقلته والدته إلى مدرسة أهلية أفتتحها شاب من أهل الحى اسمه "حسن افندى حلاوة" وفى هذه المدرسة تلقى أول شعاع من أشعة الموسيقى، كان أحد مدرسيها "سامى أفندى" مولعا بحفظ الأناشيد والسلامات فلم يلبث سيد درويش الصغير أن فاق جميع أقرانه فى حفظ الأناشيد فعينه رئيسا عليهم وظل بهذه المدرسة عامين يحفظ القرآن الكريم ثم أغلقت المدرسة والتحق سيد بمدرسة شمس المدارس، كان الطفل سيد درويش بعد انصرافه من المدرسة يجتمع بأصدقائه ممن هم فى سنه ويذهبون إلى مسجد "سيدى حذيفة اليمانى" ويأتون بصندوق كبير من الخشب ليقف عليه سيد درويش وينشدهم ما كان يحفظه من ألحان الشيخ سلامة حجازى وكان أهل الحى يصفقون له ويشجعونه.
كان سيد درويش يشع رغبة فى حفظ وسماع كبار الموسيقيين أمثال "إبراهيم القبانى- داود حسنى"، كان يحفظ لهما الأدوار المشهورة مثل (المحاسن واللطافة) و(يا مانت واحشنى) و(بافتكارك إيه يفيدك) وكان يغنيها فى الحفلات الخاصة، يروى "محمد عبد ربه القانونجى" الذى كان يعمل مع سيد أنه حصلت مشادة التى أدت أن يرفع الأستاذ القبانى المسدس فى وجه سيد لأنه وضع آهات لدور (المحاسن واللطافة) لم تكن موجودة وليست من تلحينه وأقنعه بعض الأصدقاء أنه وضعها لإعجابه بالدور ودلل على ذلك عندما لحن أول دور له وهو "يا فؤادى ليه بتعشق" نسبه إلى أستاذه القبانى خشية عدم تصديق الناس أنه من تلحينه لصغر سنه.
زواج سيد درويش:
تزوج سيد درويش عندما بلغ السادسة عشرة، وبعد بضعة شهور من زواجه كسدت سوق عمله، فاضطر إلى أن يجارى الزمن فاشتغل لأول مره بالغناء فى فرقة "جورج داخور" التى كانت تعمل بقهوة (الياس) وكانت تحمل الفرقة اسم "كامل الأصيل" واضطرته الظروف بعد حل الفرقة أن يغنى فى مجال لا يليق بكرامته ولا بالزى الذى يرتديه مثل مقهى (أبو راضى) فى حى "الفراهدة" وبدأت الدنيا تضيق فى وجهه فعمل مناولا للبياض وتصادف وجود الأخوين سليم وأمين عطا الله على مقهى بجوار العمارة التى كان يعمل بها وطلب العمال من سيد أن يغنى شيئا فجلس على السقالة يغنى وما أن سمعه الأخوان حتى اتفقا معه على السفر للأقطار السورية.
الرحلة الأولى:
وهى الأولى فى حياته وذلك سنة 1909 ورزق بولده (محمد البحر) يوم سفره وأمضى فى هذه الرحلة عشرة شهور تعرف خلالها على الأستاذ "عثمان الموصلى" ثم رجع سيد إلى مسقط رأسه وبدأ يجاهد فى سبيل العيش وعاد إلى العمل بالمقاهى فعمل (بمقهى شيبان) بحلقة السمك وكان الشيخ سلامة حجازى يتردد هذا المقهى وكان يشجعه .
الرحلة الثانية:
امتنع سيد درويش عن الغناء حتى أرسل الله له "سليم عطا الله" الذى اتفق معه على السفر للرحلة الثانية للأقطار السورية فى عام 1912 وكانت هذه الرحلة هى الحجر الأول فى بناء مجده ووفق فيها ورجع إلى الإسكندرية بعد أن امتلأت جعبته الفنية من فن الأستاذ عثمان الموصلى وأحضر معه الكثير من الكتب الموسيقية وقد عثر على كتاب اسمه "تحفة الموعود فى تعليم العود".
الرحلة الثالثة :
ضاقت الإسكندرية بفن سيد درويش فنصحه البعض بالسفر إلى القاهرة وأقام له أول حفلة فى كازينو "البسفور" فى عام 1917 واتفق مع جورج أبيض أن يلحن له رواية "فيروز شاه" ثم اتفق مع نجيب الريحانى على تلحين رواياته وكانت أول رواية هى "ولو" ، كما اسهم سيد درويش فى الحركة الوطنية عام 1919 بأناشيده الوطنية وألحانه الثورية ثم فكر فى أواخر أيامه أن ينشأ فرقة خاصة له حتى يتمكن من إظهار فنه العظيم ويتخلص من متاعب أصحاب الفرق. وتوفى الشيخ سيد درويش فى 15 سبتمبر عام 1923 بمسقط رأسه بالإسكندرية التى جاء منها وعاد إليها ودفن فى ثراها..
اعماله
السلامات
أداء غنائي جماعي يؤديه المشتركون في العرض المسرحي قبل أو بعد العرض، وكلماتها عبارة عن ترحيب بالمشاهدين والدعاء للحاكم. وتستخدم فيها بكثرة الإيقاعات العربية.
قام سيد درويش بتلحين هذه السلامات
لفرقة أمين وسليم عطا الله
من السلامات التي لحنها سيد درويش:
الصفا فاقت حدوده بالتهاني والسداد
غردت ورق توارت بين ندمان الطرب
نهيم دواما لتغريد الهزار
ياهزار قم وغني فوق أغصان الياسمين
الموشحات
يرجع عهد الموشح إلى أكثر من الف سنة، وهو من القوالب الغنائية العربية
ويصاغ على إيقاع موسيقى خاص يختلف عن إيقاع القصيدة
منها :
حبي دعاني للوصال
منيتي عز اصطباري
ياغصين البان
الموال
الموال هو لون من الوان الغناء الشعبي يعتمد على الارتجال الفوري للكلمة واللحن
منها :
لك خال على الخد يعجبني
ياعيني ليه تنظري لأهل الجمال تاني
الطقطوقة
هي أبسط أنواع الغناء وتتألف من مذهب يردده الكورس ومجموعة أغصان ينفرد المغني بأدائها. وكانت الطقطوقة متشابهة اللحن، ثم استغنى عن الكورس واستعاض عنه الملحنون باللزمات الموسيقية.
لحن سيد درويش العديد من الطقاطيق منها:
ياورد يا فل ياياسمين
ياعشاق النبي
طلعت يامحلا نورها
سالمة ياسلامة
زوروني
الحلوة دي
القصيدة
من أقدم أنواع الغناء العربي وتتألف من مجموعة من الأبيات الشعربة ذات القافية الواحدة والبحر الواحد.
لحن منها:
إن ميلاد الرسول المصطفى
أيها القلب تمهل واتئد من رواية "الهواري"
المونولوج
المونولوج كلمة يونانية تتألف من لفظين (مونو) بمعنى واحد، والثاني (لوج) أي أداء، ويعني بالمونولوج (الأداء الفردي) ، وهو يحكي قصة لها بداية ونهاية ومضمون. وقد قام سيد درويش بتلحين 23 مونولوجا.
من اشهر المونولجات التي قام بتلحينها:
مصطفاكي
والله تستاهل ياقلبي
يقطع فلان على علان
الألحان الوطنية
النشيد هو قطعة منظومة ذات طابع حماسي أو قومي، تتغنى بأمجاد الوطن. وقبل سيد درويش لم يكن هناك نشيد قومي متداول بين أفراد الشعب. ويعتبر سيد درويش هو أول من أبدع الأناشيد الحماسية الثورية.
لحن سيد درويش 22 نشيدا منها :
بلادي بلادي
أنا المصري كريم العنصرين
قوم يامصري
مصرنا وطننا سعدها أملنا
دقت طبول الحرب ياخيالة
الدور
هو قالب غنائي مصري يكتب بالزجل ويتألف من القسم الأول وهو المذهب والقسم الثاني وهو الدور. وكان سيد درويش يبدأ كل أدواره بسلطنة المقام المصاغ من الدور والمرور على كل درجاته الصوتية في الجملة الأولى من المذهب.
لحن سيد درويش عشرة أدوار منها:
أنا عشقت
ضيعت مستقبل حياتي
أنا هويت وانتهيت
الحبيب للهجر مال
كما قام بتلحين العديد من الديالوجات والاعمال المسرحية.