** أعرضت عني !! ماذا افعل؟؟ **

عندما تصبحي يوما فتجدين حياتك سوداء مظلمة ..

لا يوجد حولكِ من يواسيكِ في محنتكِ ..


تتجمد اللحظات و تتجمد معها أنفاسكِ ..

تجدين نفسك تعيشين وحدة قارصة ..

فـتهرعين إلى رفيقة الصبا .. رفيقة درب الهدى ..

أنتِ تعلمين يقينا بأنها دائما في انتظارك ..

و أنها أحلى ما في حياتك ..

و أحب إليكِ من أهلك و اخواتك ..

و ما العجب فقد تحاببتم في الله ...

فتهرولين إليها لترفع عنكِ كل ما يثقل كاهلك ..

و تتوسدين صدرها تبكي حالك ..

دون خجل فهي نفسكِ و أقرب إليكِ من روحك ..



لكنكِ تجدينها تخلت عنكِ كما تخلت عنك الدنيا بأسرها ..

أعرضت عنكِ و هي أحب الناس إليكِ على هذه الأرض الواسعة ..

فتناشديها بالله أن تبقى ليلة واحدة .. لحظة واحدة ..

هي من تضئ حياتكِ .. و ترسم البسمة على ثغركِ رغم ابتلائك ..

فلا ترحم عويـل قلبكِ و أنين دمعكِ ..

لا ترحم ضعفكِ ..

فتولي مدبرةً ..

غير مكترثةً لعهد الأخوة ..

حتى أختك ِخيبت ظنكِ ..

و ردت رجاءكِ ..



فتضيق عليكِ الدنيا بما رحبت ..

و تزداد عتمة الليالي ..

و تبيتين هائمةً على وجهكِ تشكين حالكِ ..

قسوة لياليكِ ..

و غدر إخواتكِ ...

فتجدين دنياكِ بغير نهار ..

و تنظرين فترين عينكِ قد تقرحت من كثرة هطول عبراتكِ ..

و شاخت قسماتكِ ..



لا ..

رويدكِ ..

قفي ..

و كفاكِ حزنا ..

و كفاكِ ندبا ...

و كفاكِ عويلا ..



ألم تدركين لم ابتلاكِ ربكِ هذا الابتلاء !!!؟

ألم تعي معنى هذه الرسالة الربانية !!؟؟

أنه يريدكِ أن لا تشتكي إلا إليه ..

و لا تحبي إلا إياه ..

و لا تناجي سواه ..

و لا تلجأين إلا إليه ..

و لا تنطرحين على باب العباد طالبا العون و العزاء ..

بل تخرين ساجدةً طارقةً بابه ..

باب الرجاء ..

هو يريدكِ أن تعلمي أنكِ مهما اتخذتي خلانا .. فهو خير و أبقى و أوفى لكِ ..

هو يريدكِ أن تتعلمي أن لا ملجأ منه إلا إليه ..

و لا مفر منه إلا إليه ..

فهو الوحيد الذي لن يتخلى عنكِ .. و إن تخلت عنكِ الدنيا بأسرها ..

هو الوحيد الذي ينتظركِ رغم طول هجرانكِ ..

و رغم كثرة ذنوبــكِ ..

هو الذي شركِ إليه صاعد .. و خيره إليكِ نازل ..


هو الله ..

أرحم الراحمين ..

جابر المنكسرين ..

و ناصر المظلومين ..

هو أرحم بكِ من أمك ..

هو القريب ..

هو أقرب إليكِ من حبل الوريد ..

فلماذا تطرقين باب من لا يضر و لا ينفع ..

و لا تطرقين باب من يضر و ينفع ..

لا تشتكي إلى مخلوق ..

و اشتكى إلى حبيبكِ الذي لن يرد يديكِ صفرا خائبتين ..

اشتكي إلى من يسمع أنينكِ و الناس رقود ..

و يرى دموعكِ و الناس عنكِ غافلين ..

و يسمع شكواكِ و من حولكِ لاهين ..

لا تحزني فالله معكِ باق لن يترككِ

للامانة
منقوووووووووول