لهذا السبب لا تصل الي ما تريد
في المسلسل الكارتوني العالمي «أليس في بلاد العجائب»، سألت أليس قطّا كان يسير على قارعة الطريق: «هلا أخبرتني أي طريق ينبغي أن أسلك لأخرج من هنا؟»
فأجاب القط: «هذا يعتمد على المكان الذي ترغبين في الذهاب إليه». فقالت أليس: «لا يهمني كثيرا إلى أين!». فأجاب: «إذن، لا يهم أي طريق تسلكينه». هذا المشهد
المعبر، يصور لنا حال كثير ممن يحلمون بتحقيق إنجازات يشار إليها بالبنان، ولكنهم لم يحددوها فعليا، فتكون النتيجة أنهم لا يحققون مرادهم ويراوحون في مكانهم. المنطق
والسنن الكونية تقول إنك إن أردت أن تقصد مكانا ما فلا بد أن تحدده، ولهذا السبب نصل يوميا إلى مقار أعمالنا ونعود إلى منازلنا، لأننا ببساطة حددنا مسبقا ما هي وجهتنا
.
رحلة الحياة مثل خريطة مجسمة في مول تجاري، تقول لك «أنت هنا». فلا يمكن أن تصل إلى المتجر الذي تريده من دون معرفة «ما هو المتجر»، وقبل ذلك تعرف أين
موقعك بالضبط. وموقعنا في الحياة هو باختصار قدراتنا والبيئة التي نعيش فيها، أما وجهتنا فهي الهدف المنشود. ولذا ينبغي أن يكون الهدف واضحا.
كما يجب أن يتناسب الهدف الرئيسي في الحياة مع قدراتي، وإذا لم يكن كذلك أستعين بآخرين أو أتزود بالمستلزمات اللازمة للرحلة. مثل من يهدف للحصول على شهادة
الماجستير لا بد أن يحدد التخصص المطلوب بعدها يأخذ الاختبارات اللازمة، ثم يبحث عن قبول في جامعة.
أ
حيانا لا يكون لدينا المقدرة على بلوغ أهدافنا بالسرعة المرجوة، ومهما اجتهدنا يستغرق الأمر وقتا طويلا. ربما يكون البطء مسألة عادية، ولكن المعضلة الحقيقية هي في
ا
ختيار الوجهة الخاطئة، إذ نكتشف لاحقا أنها تسببت في إهدار أوقاتنا الثمينة، كالذي يختار تخصصا أو وظيفة لا تتماشى مع آماله وطموحاته ثم يكتشف أنه كان يسير في
الاتجاه الخاطئ فيعود أدراجه خالي الوفاض! ولا بد أن نكون واقعيين في اختيار وجهتنا أو هدفنا، فلا يعقل أن يصر فرد، مثلا، على أن يكون رائد فضاء في بلد نام ليس لديه
خطط أو وظائف في هذا المجال، فضلا عن عدم وجود أي بصيص أمل بالحصول على بعثة دراسية من هذا النوع.
وعلى المستوى السياسي، أستغرب كيف يتذمر الناس، من تردي أحوالهم المعيشية والاقتصادية والسياسية، وحكومتهم لم تحدد طوال العقود الماضية خطة واضحة المعالم لتطبيق
مشاريع التنمية ورفع مستوى دخول الأفراد من خلال لغة الأرقام الواضحة المعايير. وعليه تكون النتيجة استمرار معاناة الناس. في حكومات الدول المتقدمة وفي الشركات
الناجحة لا بد أن تجد استراتيجية ملزمة يسير القياديون على هداها ولذا نجد شتان بين واقعهم وواقعنا. وعلى المستوى الفردي، لتحدد وجهتك في الحياة ضع قائمة بأهداف
حياتية عملية يمكن تحقيقها يتصدرها هدف رئيسي تصبو إليه دوما، ويشغل تفكيرك. ورحلة الذهاب إلى الهدف المنشود مثل من يستقل سيارة باتجاه مكان بعيد، لا بد أن يتأكد
بين الفينة والأخرى أنه يسير في اتجاهه من خلال متابعة اللوحات الإرشادية المرورية ومعالم الطريق. وتذكر أنك إن تصل متأخرا خير من ألا تصل أبدا، ولذا قيل إن رحلة
الألف ميل تبدأ بخطوة. إذا لم نحدد وجهتنا في الحياة نصبح كالريشة في مهب الريح، نعمل تارة في مجال وتارة أخرى في مجال آخر يناقضه.. ولا عزاء للإنجازات